تاريخ العراق القديم

يؤرخ العصر الحجري القديم الأسفل في حدود 500 ألف سنة. أهم شواهده في منطقة الرطبة، بلكا قرب السليمانية، حوض سد صدام في نينوى ومنطقة البغدادي على نهر الفرات. أما العصر الحجري القديم الأوسط فيؤرخ في حدود 200 ألف سنة. أهم آثاره في الرطبة ومنطقة السليمانية وكهوف زرزي وهزار مرد. والعصر الحجري القديم الأدنى في حدود 100 ألف سنة . أهم شواهده كهف شانيدار في قضاء راوندوز. العصر الحجري الوسيط في حدود 30 ألف سنة. أهم شواهده في الكهوف الشمالية مثل زرزي، هزار مرد، شانيدار، وفي حدود 16 ألف سنة كشف عن قرية كريم شهر. يقع العصر الحجري الحديث في حدود 12 – 9 آلاف سنة.

تم العثور على مخلفات القرى الأولى والتي سبقت صناعة الفخار والزراعة مثل قرية زاوي جمي، شانيدار، ملفعات، قرمز درة، نمريك وقرية جرمو. في الفترة بين 7 – 500ر5 سنة ق.م ظهرت القرى الزراعية في العراق القديم وعرف الإنسان تدجين الحيوان وصنع الفخار وأهم شواهدها قرية جرمو، حسونة، تل الصوان ومطارة.

في حدود 5 آلاف ق.م بدأ عصر حَلَف وهنا أصبحت القرى الزراعية أكثر تطوراً، وظهرت أهم شواهده في أربيجة، نينوى، تبة كورا، التي تعرف بمنطقة الجزيرة الشرقية. وفي حدود 4500 ق.م بدء عصر العُبَيد وبداية الحضارة السومرية في جنوب العراق وتلاه عصر الوركاء الذي استمر إلى 3500 ق.م تقريــباً ثم عصــر جمدة نصر في حدود 3200 ق.م وقد ظهرت في هذه الفترة ابتكارات حضارية عديدة أهمها الكتابة.

العصور التاريخية القديمة في العراق



عصر فجر التأريخ 3500 – 2900 ق.م بدأت فيه الكتابة الصورية تلاه عصر فجر السلالات وحكمت في هذه الفترة عدة سلالات سومرية حكمت في المدن الأولى مثل أريدو، أور، نُفّر، لَكَش، الوركاء وقد استمر هذا إلى 2350 ق.م بداية حكم السلالة الأكدية بزعامة سرجون الأكدي، التي دامت من 2350 – 2159 ق.م.

ثم تم الاستيلاء على الحكم من 2211 – 2120 ق.م. حرر بعدها السومريون البلاد بقيادة أوتو خيكال. أهم السلالات السومرية الحاكمة كانت سلالة لَكَش وسلالة أور الثالثة. سيطر بعدها الأموريون على البلاد وأسست سلالة بابل الأولى في مدينة بابل والتي كان أشهر ملوكها حمورابي. أستمر العصر البابلي القديم من 1894 – 1594 ق.م. في حدود 1680 ق.م سيطرت سلالة كاشيّة على الحكم في بابل ثم انتقلت إلى دور كوري كالزو (عقرقوف) دام حكم هذه السلالة إلى 1157 ق.م. نجح الآشوريون (الذين كانوا في شمال البلاد) أن ينتزعوا السلطة من الكيشيين وأصبح العراق بزعامتهم. في حدود 626 – 539 ق.م استطاعت سلالة كلدية متمركزة في مدينة بابل إسقاط بلاد آشور والسيطرة على البلاد من الشمال إلى الجنوب وسمي هذا العصر بالعصر البابلي الحديث وكان أشهر ملوكه نبو خذ نُصّر الثاني 605 – 562 ق.م.

تعاقبت بعد ذلك على العراق فترات احتلال من قبل الإخمينين 550 – 331 ق.م والسلوقيين 334 – 321 ،312 – 139 ق.م والفرثــيين 139– 226 ب.م والساسانــيين 226 – 637 ب.م لكن في الوقت نفسه كانت هناك بعض الإمارات العربية في العراق مثل الحضر (آل نصرو) والمناذرة في الحيرة.

عصر الوركاء



سمي هذا العصر نسبة إلى مدينة الوركاء في بلاد سومر، ظهرت عدة ميزات حضارية مهمة، فأصبحت المدن السومرية متطورة وواسعة تحوي مباني فخمة كما استعمل الدولاب الدوار في صناعة الفخار وأيضاً ظهر الختم الأسطواني ثم ابتكار الكتابة الصورية واستخدامها في التدوين لأول مرة. وهكذا انتهت في منتصف هذا العصر العصورالحجرية ودخل العراق عصوره التاريخية بحدود(3500 ق.م).



الكتابة الصورية

من اعظم الإنجازات في حضارة العراق القديم بدأت في مدينة الوركاء في معابد الآلهة اينانا بحدود منتصف الألف الرابع ق. م ، كتبت بها اللغة السومرية أولاً ثم الأكدية، وكتبت على ألواح الطين وكانت تمثل صوراً للأشياء المراد تدوينها.

الحضر



مدينة عربية شيدت بحدود القرن الثاني والثالث ق.م في البادية بين نهري دجلة والفرات تبعد اليوم 110 كم جنوبي غربي مدينة الموصل كانت في البداية مستوطن لعرب البادية شيدت فيه مواضع لبعض الآلهة حول مجموعة من الآبار وعرفت مملكة الحضر باسم عربايا أي بلاد العرب. اشهر ملوكها الملك سنطروق الذي لقب بملك الحضر ازدهرت المدينة بسبب وقوعها على طرق البادية بين العراق والجهات الشرقية والغربية في العالم القديم كانت مدينة مدورة اشتهرت بمتانة أسوارها الدفاعية وكذلك معبدها الضخمة المبنية من الحجر والمزينة بالتماثيل الضخمة.



الرمزياتTOKENS



قطع صغيرة مختلفة الأشكال والأحجام صنعت من مواد مختلفة أستخدمها الإنسان للعد والحساب، ظهر استخدامها في العراق منذ الألف السابع قبل الميلاد وأزداد في الألف الخامس والرابع، ظهرت بكثرة في مدينة الوركاء ومن دراسة أشكالها أتضح أنه هناك تطابقاً بينها وبين بعض العلامات الصورية الأولى، خاصة تلك التي تدل على المواد العينية مثل الزيت والمعدن وغيرها. بعض هذه القطع جعلت بشكل قلائد وبعضها وضعت في أغلفة طينية بشكل كرات طبعت بالأختام.



العصور الحجرية



العصر الحجري القديم الأسفل

يقسم إلى العصر الحجري القديم الأسفل Lower Paleolithic كان بحدود 500000 سنة مضـت ، كان الإنسان معتدل القامة Homo Erectus، استخدم الأدوات الآشورية Acheulian، عثر على مخلفاته في منطقة الرطبة في الصحراء الغربية للعراق ومنحدر بردة بكلـا قرب السليمانية ومدينة الموصل وكذلك في منطقة الفلوجة العصر الحجري القديم الأوسط Middle Paleolithic

كان بحدود 200000 سنة مضت، استخدمت فيه الأدوات الحجرية التي كانت مستخدمة في العصر الحجري القديم الأسفل، ظهرت مخلفاته في مناطق الرطبة والسليمانية في كهوف زرزي وهزار مرد.

مدينة نمرود



تقع مدينة نمرود او كما تسميها الكتب المقدسة باسم (كالحو)، عند التقاء نهر الزاب الأعلى بنهر دجلة، وعلى بعد 35 كم جنوب مدينة الموصل. شكل المدينة مربع محاط بسور طوله 8 كم مدعم بأبراج دفاعية، وعند زاويته الجنوبية تل نمرود. عثر على عدد من القصور والمعابد الآشورية أثناء التنقيبات الأثرية، في زاويته الشرقية يقع تل أزر وجد في هذا التل قصر وحصن يعودان إلى الملك الاشوري شلمنصـر الثالث (859-824 ق.م) فاطلق عليه قصر وحصن شلمنصر.

إن مدينة نمرود كانت مركز مهما للدولة الآشورية منذ حكم الملك الآشوري شلمنصر الأول (1373-1244ق.م) ثم أهملت لحين تولى الإمبراطورية الآشورية من قبل ( أشور ناصر بال الثاني) (883- 859 ق.م)، فشيد فيها المباني والقصور منها القصر الجنوبي الغربي كما أعاد بناء معبد نابو واعتنى بزقورتها ومن أهمها زقورة نمرود وهي اكبر الزقورات المتبقية من العصر الآشوري.

توالت عدة بعثات آثارية محلية وأجنبية للمدينة وكشفت عدد هائل من الآثار النفيسة داخل الحصون والمعابد والقصور نقلت معظمها إلى المتاحف العالمية منها الثيران المجنحة، وفي المتحف العراقي ماتزال بعض من الآثار معروضة فيه كما تم صيانة وترميم عدد من الثيران المجنحة والمنحوتات الحجرية التي تزين قاعات قصور الملوك الآشوريين، وقد اشتهرت أيضا بالعاجيات حيث كشفت التحريات الأثرية عنها والتي كانت جزء من الأثاث الملكي الذي تزدان به القصور والمعابد ومن بين تلك القطع العاجية المميزة قطعة لوجه فتاة مبتسمة الوجه يشبه وجه المونوليزا واطلقت عليها الكاتبة المعروفة اجاثا كرستي (موناليزا نمرود) كما عثر على ثلاثة كنوز تحوي على نوادر الفنون القديمة تروي مآثر الإمبراطورية الآشورية وعظمة هذه المدينة الخالدة .












أور نمو 2111-2094 ق. م.




ملك مدينة أور ومؤسس سلالة أور الثالثة. وحد العراق القديم. شيد زقورة أور للآله ننار (القمر) وهي عبارة عن بناء صلد من اللبن مغلف بالآجر يتألف من عدة طبقات كان يعلوها معبد صغير يسمى المعبد العلوي، وللزقورة ثلاثة سلالم جانبية ومعبد أخر كبير يسمى بالمعبد السفلي، ويحيط الكل فناء واسع حوله سور فيه حجرات0



سمي بفجر السلالات بسبب كون البلاد دويلات مدن صغيرة تحكمها سلالات سومرية، وقسم هذا العصر حضارياً إلى ثلاثة أدوار أطلق عليها فجر السلالات الأول والثاني والثالث.

سلالة أور الأولى

هي سلالة سومرية أسسها الملك ميسانيبدا في مدينة أور ترجع بتاريخها إلى عصر فجر السلالات الثالثة. اشهر مخلفات هذه السلالة المقبرة الملكية في أور التي قدمت كنوزاً عديدة.

سلالة أور الثالثة

سلالة سومرية أسسها أور نمو الذي كان حاكم مدينة أور (2112 – 2004 ق. م) حكم فيها خمسة ملوك أعيدت في عهدهم وحدة البلاد السياسية ووسعوا مملكتهم، تعتبر هذه السلالة أخر سلالة سومرية حكمت في العراق حيث سقطت دولتهم على يد الاموريون الذين بدءوا بحكم العراق بدل السومريون.

عصر فجر السلالات (2800 – 2400 ق . م.)








تل الصوان



يقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة، على بعد نحو (11) كم جنوب سامراء. يرجع تاريخه إلى نهاية العصر الحجري الحديث، عثر فيه على مجموعة من القبور تحوي هياكل عظمية لأطفال تصاحبها مجموعة كبيرة من التماثيل الصغيرة تمثل أمهات وآباء وأطفال، وكذلك أواني صغيرة الأحجام بأشكال مختلفة، صنعت جميعها من المرمر

قرى العصور الحجرية



قرية ملفعات

قرية تسبق الزراعة. ترجع بتاريخها إلى نهاية العصر الحجري الوسيط، تقع على ضفة نهر الخابور ما بين اربيل والموصل، شيدت فيها بيوت مدورة من الحجارة كانت محفورة في الأرض.

قرية قرمز درة

قريـة تسبق القرى الزراعية ترجع بتاريخها إلى نهاية العصر الحجري الوسيط بحدود (9900 – 7950 ق.م)، تقع في منطقة تلعفر في محافظة نينوى.

قرية جرمو

اقدم قرية زراعية تعود إلى العصر الحجـري الحديث، صنع فيها الإنسان الفخار، تؤرخ بحدود (7000) سنة ق.م، تقع قرب جمجمـال بنحو (11) كم شرقاً. تشغل مساحة بين (12000 – 16000) متر مربع سكانها من زرعوا الحنطة والشعير ودجنوا الحيوانات، بيوتها كانت مستطيلة مبنية على أسس حجرية. سقفت بالقصب والخشب، ظهرت فيها المنازل والمناجل. وبما إن الفخار ظهر فيها لأول مرة أطلق اسم جرمو على أول أدوار صناعة الفخار في العراق.

قرية زاوي جمي

اقدم مستوطن قروي في شمال العراق يرجع بتاريخه إلى العصر الحجري الوسيط، تقع على ضفة الزاب الأعلى على بعد 4كم إلى الغرب من كهف شانيدار. تبلغ مسـاحتها (275 × 215 متراً)، شيدت مساكن هذه القرية من الطين وأسس من الحصى، كما ظهرت أكواخ مستديرة وأدوات منزلية استخدمت في حصد الحبوب البرية ودقها وطبخها.

قرية حسونة

قرية زراعية ترجع بتاريخها إلى العصر الحجري الحديث، تقع في ناحية الشورة من محافظة نينوى على بعد 22 ميلاً جنوب الموصل، مساحتها (200 × 150 م) كان سكانها يسكنون الخيام، ولهم مخازن محفورة في الأرض عرفوا صناعة الخبز بالتنور، صنع الفخار بشكل جيد وجميل ولون وزخرف بأشكال هندسية، أطلق أسم حسونة على الدور الثاني من أدوار الفخار في العراق القديم.

قرية تمريك

قرية تسبق الزراعة وصناعة الفخار ترجع بتاريخها إلى العصر الحجري الحديث، تقع في محافظة دهوك، مساحتها (250 × 110م) ظهرت فيها أبنية دائرية مشيدة من الطين كما ظهرت فيها مجموعة من التماثيل الحجرية تعد بدايات النحت المجسم في العراق القديم ترجع بتاريخها إلى الألف الثامن ق.م.

قرية كريم شهر

مستوطن مكشوف مساحته بحدود 8000 م2 من العصر الحجري الوسيط، على بعد 6 أميال شرق جمجمال. عثر في الموقع على أدوات زراعية استخدمت لجمع الحبوب البرية غير المدجنة.

قرية أم الدباغية

قرية زراعية قديمة ترجع بتاريخها إلى العصر الحجري الحديث بحدود 6500 ق.م، تقع على بعد 26 كم غرب مدينة الحضر الأثرية، ظهرت فيها عدة أبنية وقبور. تميزت ببعض الرسوم الجدارية التي ظهرت فيها وهي عبارة عن مجموعة من المربعات والخطوط وقطعان الحمر الوحشية التي عرف استخدامها في العراق القديم، كغذاء وفي عمليات النقل والجر. تعد رسوم أم الدباغية أقدم رسوم جداريه ظهرت في تاريخ العراق القديم حتى الآن.





أور



مدينة سومرية في جنوب العراق. في مطلع الألف الرابع قبل الميلاد أصبحت مدينة متطورة. في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد أصبحت دويلة مدينة في فجر السلالات. ثم اصبح لها مكانة سياسية فيما بعد أصبحت عاصمة البلاد في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد، عندما تأسست فيها سلالة أور الثالثة. والمدينة تحوي عدة أبنية اغلبها تعود بتاريخها إلى عصر فجر التاريخ وفجر السلالات مثل الزقورة التي بنيت فوق مصطبة أقدم منها وكذلك المعابد. واهم ما يميز هذه المدينة المقابر الملكية التي بنيت في عصور مختلفة أقدمها يرجع إلى عصر فجر السلالات الثالث.



شانيدار



كهف في شمال العراق في قضاء راوندوز، سُكن من قبل إنسان نياندرتال في العصر الحجري القديم الأدنى، حيث اكتشفت تسعة هياكل عظمية بضمنها هياكل أطفال. تعد اكبر مجموعة هياكل مكتشفة سوية في مكان واحد.



عصر حلف



كان بحدود 5000 سنة مضت سمي بحلف نسبة الى تل المسمى حلف أو حلف الذي يطل على نهر الخابور بالقرب من قرية رأس العين، على الحدود التركية السورية على بعد نحو 140 ميلاً شمال غربي نينوى. تميز بفخاره الجميل الملون والمصنوع بتقنيات عالية.

أصبحت في هذا العصر القرى اكثر تطوراً، وانتشرت حضارة حلف في نينوى، الاربجية وتبة كورا وغيرها. في هذا العصر بدأ استخدام المعادن في العراق لاسيما النحاس والرصاص.







قرى عصر حلف



قرية الاربجية

قرية زراعية تعود إلى عصر حلف، تقع بالقرب من مدينة الموصل وهي قرية متطورة واسعة، ومنطقة اقرب ما تكون لمدينة صغيرة تحوي شوارع مبلطة بالحجارة، واستخدم اللبن في بناء البيوت.

قرية تبه كورا

قرية زراعية على بعد 15 ميلاً شمال شرقي الموصل. أظهرت فيها التقنيات عشرين طبقة سكنية تبدأ من عصر حلف وتنتهي إلى الألف الثاني ق.م.